على مذهب سيبويه -وتقديره فيه التقدم- ففاعله فيه المصدر، كالفاعل في قوله {ثم بدا لهم}؛ لأنك تقول: لا يضيرُك ضيرٌ، فدل المصدر على الفاعل.
وأما قوله تعالى {هيهات هيهات لما توعدون} ففي كل كلمة ذكر لما تقدم، تقديره: هيهات إخراجُكم، نشركُم وبعثكُم، على مذهبهم في استبعادهم النشر وإنكارهم البعث، كما قالوا {من يحيى العظام وهي رميم}، وكما قالوا {أئذا متنا وكنا تراباً ذلك رجعٌ بعيدٌ}، فقال تعالى محتجاً عليهم {وضرب لنا مثلاً ونسي خلقه}، وقال تعالى {كذلك النشور}.
وأما قول جرير:
فهيهات هيهات العقيقُ وأهلهُ ... وهيهاتَ خِلٌ بالعقيقِ نُواصِلُه
ففي الكلمة الأولى- في من أعمل الثاني- ذكر العقيق، وأضمره قبل الذكر. ومن أعمل الأول كان في الثانية ذكر من الفاعل.
ومن ذلك قول الهذلي: