استعمالهم لذلك. فكما أنه لا سبيل إلى القلب هنا، ولا مصرف للكلام إلا إلى هذا الظاهر الذي هو عليه، كذلك ما تقدم من الأبيات.
ومما يقرب من هذا قوله:
ألف الصفون فما يزال كأنه ... مما يقوم على الثلاث كسيرا
فأما قولهم "إني مما أفعل" و"إني مما أن أفعل" فالظاهر فيه أنه من هذا الباب، وأنه يراد به إكثاره من ذلك ومحاولته له. وعلى هذا قوله:
وإنا لمما نضرب الكبش ضربةً ... على رأسه تلقي اللسان من الفم
كأن المعنى: إنا منشؤون من ذلك لكثرة فعلنا إياه واعتيادنا له. فقولك "إني مما أن أفعل" كقولك "إني في الدار".
فأما قولك "أن أفعل" فيحتمل ضربين: أحدهما أن يكون "أن أفعل" بدلاً من "ما"، ويكون "ما" نكرة، كأنه قال: إني من أمرٍ فعله، أي: من فعل