كنت للْمُؤْمِنين أَبَا رحِيما إِذْ صَارُوا عَلَيْك عيالا، فَحملت أثقالا مَا عَنهُ ضعفوا، وحفظت مَا ضيعوا، ورعيت مَا أهملوا، وشمرت إِذْ خنعوا، وعلوت إِذْ هلعوا، وَصَبَرت إِذْ جزعوا، فأدركت (أوثار) مَا طلبُوا، ونالوا بك مَا لم يحتسبوا. كنت على الْكَافرين عذَابا صبا، وللمسلمين غيثا وخصبا. نظرت وَالله بعنانها، وفزت بجنانها، وَذَهَبت بفضايلها، وأحرزت سوابقها. لم تقلل حجتك، وَلم يرع قَلْبك، وَلم تضعف بصيرتك. وَذكر تَمام الْخطْبَة إِلَى أَن قَالَ: فسبقت وَالله سبقا بعيد، وأتعبت من بعْدك إتعابا شَدِيدا.
84 - وَقَالَ الشَّافِعِي - رَحمَه الله - لِابْنِهِ أبي عُثْمَان: وَالله لَو أعلم أَن المَاء الْبَارِد يثلم مروءتي مَا شربت إِلَّا حارا.