فكذلك "كِلاهما" لما لم يفد شيئاً لم يكن في "اختصم" لم يجز. ويدلك أيضاً أنك لا تقول: أيهُمْ يضربُ أم يقتلُ زيداً، إنما [تقول] بـ"أوْ"؛ لأن معنى "أمْ" قد استغرقتها "أيٌّ".
ولم يجز لك أن تقول: أكرره توكيداً وإن كانت "أي" قد استغرقت معناها، فكذلك هذا لا يصح أنْ يؤكد به.
"فُوكَ" إذا سميت به رجلاً فالقياس أن تجعله على ما تكون عليه الأسماء، كما أنك إذا سميت بـ "ذوُو" قلت: "ذوا" أو "ذوٌّ" فقياس هذا أن تقول فيه: "فَمٌ" ولا يجوز غير ذلك، لأنهم قد كفوك هذا بقولهم "فَمٌ" حيث أفردوه.
فإذا سميت به، فقلت "فَمٌ" فأضفته قلت: "فَمُهُ" ولم يجز غير لك لأنك لما سميت به حظرتْهُ التسمية فلم يجز أن تقول: "فوهُ"، ولا "فُوكَ" كما كنت تقوله وهو اسم الجارحة؛ لأنك إن قلت ذلك [فقدْ حرفْتَ] الاسم فلم يجزفيه غير "فَمٍ" لهذا.