قال: قال أبو عثمان المازني: إذا قلت: "إن غداً يجيء زيدٌ" على إضمار الأمر والقصة، وتضمر الهاء. يعني [إنه] فيرجع إلى غدٍ.

قال أحمد: وكُلُّ ذا غلطٌ. العرب تقول: إن فِيك يرغب زيدٌ، ولا تحتاج إلى إضمار الأمر؛ لأن المجهول لا يحذف.

[و] من قال: "إنه قام زيدٌ" لم يحذف الهاء؛ لأن الهاء دخلت وقاية لـ"فَعَلَ" و"يفعل" فإذا سقطت كان خطأ مثل "إنما قام زيدٌ"، فدخلت "ما" وقاية لـ"فَعَل" و"يَفْعَل" فإن أسقطت "ما" كان خطأ أن تلي [إنَّ] "فَعَلَ ويَفعلُ"، وإظهار الهاء التي تعود على "غد" لا يجوز، لأنك لا تقول: إن زيداً ضربتُ؛ لأنه لا يقع عليه "إنَّ" والضرب فلا يحذفون الهاء.

قال: وقال أبو عثمان: قالت العرب: زُهيَ الرجل وما أزهاه، وشغل وما أشغله وجُن وما أجنه، وهذا الضرب شاذ وإنما يحفظ حفظاً.

قال أحمد: وهذا غلطٌ، هذا كثير في الكلام حتى صار مدحاً وذماً فتعجبت العرب من المفعول، لأنه صار مدحاً وذماً، وإنما يُتعجب من/ 63 ب الفاعل.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015