قرأت على الأصمعي رجز العجاج حتى وصلت إلى قوله:
(جأبا ترى بليته مسحجا) // الرجز // فقال: تليلَه (فقلت بليتِه، فقال: ثليله) مسَّحجاً فقلت له: أخبَرَني مَن سمعه من فِلْق في رُؤْبة، أعني أبا زيد الأنصاري.
فقال: هذا لا يكون.
قلت: جعل مَسَحَّجاً مصدرا أي تسحيجا.
فقال: هذا لا يكون.
فقلت: فقد قال جرير:
(ألم تَعْلَمْ بمُسَّرَحِي القَوَافِي) // الوافر // أي تسريحي، فكأنه توقف.
قلت: فقد قال تعالى: {وَمَزَّقْنَاهُمْ كُلَّ مُمَزَّق} .
فأمسك.
وقال أبو حاتم: كان الأصمعي ينكر زَوْجة، ويقول: إنما هو زوج ويحتج بقوله تعالى: {أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجكَ} .
قال: فأنشدته قول ذي الرُّمة:
(أذو زوجة بالمِصْرِ أم ذو خصومة ... أراك لها بالبصرة اليوم ثاويا) // الطويل // فقال: ذو الرُمة طالما أكل المالح والبقل في حوانيت البقالين.