تمهيد
طبيعة القصيدة
هي في عرف النقاد القدماء ما تألف من عشرة أبيات فأكثر أو سبعة فأكثر. وما دون ذلك هو القطعة والمقطوعة. والأراجيز من ملحقات القصائد. والمقاطيع والمزدوج والمسمط والموشح وسائر ما افتن فيه المتأخرون مما يجوز إلحاقه بالقصائد والمقاطيع غير أننا ههنا سنقصر حديثنا على القصيدة إذ هي جوهر الشعر العربي وعليها مداره.
سبقت القصيدة العربية أطوار من النمو فيما نرى. ويبدو لي أن الشعر قبلها كان يدور أول أمره على موازنة الألفاظ ومقابلة المعاني (?) في تراكيب يخالطها شيء من الإيقاع، على نحو قريب مما في العبرانية. وليس بأيدينا شيء من أمثلة هذا الضرب. وعسى أن تكون الأمثال القديمة، الخالية من السجع، قد حذيت على نماذج منه أو لعلها بعض بقاياه وآثاره. نحو قولهم: