ويستصحبونهم في مواكبهم، وهذا اللقب لا تجده مما كانت تفاخر به القبائل الحجازية مثل غطفان وهوازن وكنانة، ومن طريف ما روته لنا السيرة، أن وفد تميم حين قدموا على النبي صلى الله عليه وسلم أوسعهم شاعره حسان، رضي الله عنه، تبكيتًا وتقريعًا على أنهم كانوا يرتدون زيًا أعجميًا، ذلك قوله:
فإن كنتم جئتم لحقن دمائكم ... وأموالكم أن تقسموا في المقاسم
فلا تجعلوا لله ندا وأسلتوا ... ولا تلبسوا زيًا كزي الأعاجم (?)
ولا شك أنهم قد عرفوا من آلة البذخ الأعجمية، شيئًا كثيرًا غير الزي، يدلنا على ذلك قول عدي بن زيد (?):
يا ليت شعري وان ذو عجة ... متى أرى شربًا حوالي أصيص (?)
بيت جلوف بارد ظله ... فيه ظباء ودواخيل خوص (?)
والربرب المكفوف أردانه ... يمشي رويدًا. كتوقي الرهيص (?)
والمشرف المشمول نسقى ... أخضر مطموثًا بماء خريص (?)
وقد عاب النقاد قول عدي هذا -ذكر ذلك الآمدي (?) - ينكرون قوله: