ونبدأ بذكر شيء يسير من امرئ القيس:
وبيت عذارى يوم دجن ولجته ... يطفن بجباء المرافق، مكسال
سباط البنان، والعرانين، والقنا ... لطاف الخصور، في تمام وإكمال
نواعم، يُتبعن الهوى، سبل الردى ... يقلن لأهل الحلم، ضل بتضلال
وقد سبق لنا الاستشهاد بهذا الكلام، والتنبيه على محاسنه.
وقال أبو المُثلم الهذلي، يرثي صخر الغي، وهذا مما استشهد به قُدامة في باب التقسيم (?):
لو كان للدهر مال كان مُتلده ... لكان للدهر صخر، مال قُنيان
آبي الهضيمة، متلاف الكريمة، نا ... ب العظيمة، جلد غير ثُنيان (?)
حامي الحقيقة، نسال الوديقة، معـ ... تاق الوسيقة، لا نكس ولا وان (?)
رباء مرقبة، مناع مغلبة ... وهاب سلهبة، قطاع أقران (?)
هباط أودية، حمال ألوية ... شاد أندية، سرحان فتيان (?)
ولعلك رأيت أن البيتين الأولين مما سجع فيه الشاعر من غير تقطيع، والبيتين الأخيرين مما قطع فيه وسجع، وهذا يسميه النقاد ترصيعًا، ثم تخلص من هذا جميعه بسجعات أطول غير متشابهة كل التشابه، وأتبعها بيتًا كاملاً مُقسمًا بحسب المواقف ليس إلا: