أستغفر الله، ولا أندب الـ ... ـــــــأطلال فذ الشخص كالتوءم (?)

وما له يستغفر الله لو لم يشعر أنه قد افتخر افتخارا جاوز به القصد، واقترب به من الإثم؟ ولكن هذا الاستغفار لم يمنعه من أن يستخر من العجاج، ويترنم به في نفس الوقت عند قوله:

هل سمسم فيما مضى عالم ... بوقفة العجاج في سمسم

ثم مضى يصف حقيقة درعه هاته، التي كنى عنها بالأوصاف التقليدية، والتشبيهات المأثورة:

ولست بالناسب غيثًا همى ... إلى السماكين ولا المزرم (?)

وليس غرباني بمزجورة ... ما أنا من ذي الخفة الأسحم (?)

مثل خفافٍ ساد في قومه ... على اجتياب الحسب المظلم (?)

وبعد أن نفى المعري عن نفسه غي هذه الأبيات مذاهب الشعراء، في التظرف بالوصف، والعبث ونعت الطلول، وذكر الغيوث، وزجر الطير، رأى أن ينتقل من النفي إلى الإيجاب، بذكر الحال التي كان عليها من اعتزال وصبر. وقد أحسن التخلص في قوله:

يا ملهم السخل ولا أتبع الـ ... ـــــــأظعان كالنخل على ملهم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015