وقوله:

ولاح هلال مثل نون أجادها ... بجاري النضار الكاتب ابن هلال

وقوله:

تقول ظباء الحزم والدمع ناظم ... على عقد الوعساء عقد ضلال

ولعل اقتدار المعري في تمثيل أصوات ما ينعته بواسطة الجناس الحرفي، شيء كاد ينفرد بالتبريز فيه بين سائر شعراء العرب. وقد وجد في دقة إحساسه بالصوت، وصفاء ذوقه في تخير الألفاظ، ومحبته للترنم ما أعانه على الإجادة في هذا الباب. خد مثلاّ قوله في النار:

نار لها ضرمية كرمية ... تأريثها إرث عن الأسلاف

تسقيك والأري الضريب ولو عدت ... نهي الإله لثلث بسلاف (?)

أنظر إلى هذه الراءات والياءات المشددة، كيف تحمل إليك صوت ضرام النار. ثم تأمل هذا الجناس في قوله: "تأريثها، وإرث"، وقوة الصلة بينه وبين صوت الشيء الموصوف.

وخذ قوله وهو يذكر حنين الإبل، ويزعم متظرفا، أنها ربما تكون قد حلمت ورأت في المنام، أوديتها التي كانت تجاذب فيها ذوائب الطلح والضال:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015