المتعات في زوايا تلك العاصمة الفسيحة المعقدة. (وفي كتاب الفصول والغايات فصل مفيد عن اصطلاحات الغناء، لا أحسب المعري قد ألم بمعرفته إلا في بغداد (?))، وقد ثسى المعري، وهو في غمرة ابتهاجه بحاضرة الدنيا ومفاتنها، وفي ذروة طموحه وانشراح صدره إلى آماله وأمانيه، أن سبيل الجاه والسلطان والظهور والظفر، لا تكون إلا بالخضوع ولا سيما لمن كان في حاله من الضعف والعلة. وكانت العقوبة التي لقتها على هذا النسيان مرة لاذعة، أقل ما توصف به أنها العقوبة التي لا مفر منها لكل ذي ضعف ظاهر، وطموح جاسر، مشفوع بالكبر والنخوة. وبحسبنا أن نشير إلى ما إصابة من علي بن عيسى الربعي حين هم بالصعود إليه، فاذا به يسمعه يقول:
"ليصعد الإسطيل" (?). (وقد كانت الإسطيل لفظة ذم جارح، أو كانت من اصطلاح الساسانيين يطلقونها على المكدين من العميان). وما لقيه عند أبي حامد الإسفرائيني من التجاهل والتجاوز وعدم الالتفات بعد أن حبر فيه عينيته الرائعة: