الجاحظ، في وصف المطر، اتبع فيها طريقة أزوس بن حجر، ومنها:

ألم تأرق لضوء البرْ ... ق في أسحم لماحِ (?)

كأعناق نسا الهنـ ... ـد قد شيبت بأوضاح (?)

تؤام الودق كالزاحـ ... ـف يزجى خلف أطلاح (?)

ثقال المشيِ كالسكرا ... ن يمشي مشية الصاحي

كأن العازف الجني ... أو أصوات أنواح (?)

علي أرجائه الغر ... تُهديها بمصباح (?)

وحائيات المحدثين لا تحصى عددًا. والغث فيها كثير، والجيد عزيز. وفي الحماسة منها مقطوعة حسنة لمطيع بن إياس (في باب المراثي) مطلعها:

قلت لحنانة دلوح ... تسح من وابل سحوح

ولأبي نواس حائية مشهورة مطلعها:

ذكر الصبوح بسحرةٍ فارتاحا ... وأمله ديك الصباح صياحا

وعند أنها ليست من روائعه، وإن كانت حسنة في بابها، ويعجبني منها قوله:

قال ابغني المصباح قلت له اتئد ... حسبي وحسبك ضوءُها مصباحا