الشعراء القدامى، والمنهل المطروق يكون في جمه البعر والروث والأوساخ. وتشبيه مهجة الخارجي بالمنهل المطوق يمثل ما أراده البحتري من نعته بالشراسة والعنجهية تمثيلا حسنا. ثم جعل الردى بمنزلة الكارع الظمأن الذي يريد أن يجف ذلك المنهل المطروق. ونسب إلى الممدوح حسن الصفح لأنه رد على الخارجي مهجته بعد أن كرعها الردى كرعا يريد به أن يجف منهلها ويفنيها. وهذا، ثم يقول البحتري:
لبس الحديد أساورا وخلاخلا ... فكفيته التسوير والتطويقا
بالتل تل ربيع بين مواضع ... ما زال دين الله فيها يوقى
ساتيدما، وسيوفنا في هضبة ... يفرى إياس بها الطلى والسوقا (?)
حتى تناول تاج قيصر مشربا ... بدم وفرق جمعة تفرقا
والجازران، وهتم إبراهيم في ... ثنييهما تلك الثنايا (?) الروقا
قتل الدعي ابن الدعي بضربةٍ ... خلس وحرق جيشه تحريقا
والزاب إذ حانت أمية فاغتدت ... تزجي لنا جعديها الزنديقا (?)