إن الخليط أجد البين فانفرقا
وميميته:
حي الديار التي لم يعفها القدم ... بلى وغيرها الأرواح والديم
ولإحساس الشعراء بما في رنة البسيط من ملاءمة للعنف، وبما بمجراه من الكلام الصارخ الجهير، تجدهم فيه قد أكثروا من قصائد التحريض والعتاب والهجاء المقرع، وشكوى الدهر، وشكوى الناس. والقصائد الجياد الطنانة التي وردت في هذا المعنى أكثر مما جاء من نظائرها في غيره، وأقوى. من ذلك كلمة لقيط الإيادي (?):
يا دار عمرة من مُحتلها الجرعا ... أهدت لي الهم والآلام والوجعا
ومن أقوى أبيات هذه القصيدة قوله:
أبلغ إيادًا وخلل في سراتهم ... إني أرى الرأي إن لم يُعص قد نصعا
يا لهف نفسي إن كانت أموركم ... شتى وأحكم أمر الناس فاجتمعا
مالي أراكم نيامًا في بُلهنية ... وقد ترون شهاب الحرب قد سطعا
فاقنوا جيادكم واحموا ذماركم ... واستشعروا الصبر لا تستشعروا الجزعا
ولا يدع بعضكم بعضًا لنائبة ... كما تركتم بأعلى بيشة النخعا (?)
وقلدوا أمركم لله دركم ... رحب الذراع بأمر الحرب مُضطلعًا
لا مُترفًا إن رخاء العيش ساعده ... ولا إذا عض مكروه به خشعًا