أشم شذى الأنفاس منك وفي غد ... سيرمي بنا البين المشت المراميا

وألثمه كيما أبرد غُلتي ... وهيهات لا تلقى مع النار راويًا (?)

فقبلت كفيه وقبلت ثغره ... وقبلت خديه وما زلت صاديًا

كأنا نذود البين بالقرب بيننا ... فنشتد من خوف الفراق تدانيًا

وأبيات القصيدة كلها حسن. وهي بلا ريب أميرة شعر الأستاذ العقاد. ومع أنها تنظر من بعد إلى قصيدة الحسحاسي (?):

عميرة ودع إن تجهزت غاديًا ... كفى الشيب والإسلام للمرء ناهيًا

فإنها غاية في ذاتها ومن خير ما نظم المعاصرون في الطويل بعد كلمات البارودي.

كلمة عن البسيط

البسيط كما قدمنا أخو الطويل في الجلالة والروعة، إلا أن الطويل أعدل مزاجًا منه. ويُقصر بالبسيط أن فيه بقية من استفعالات الرجز ذات دندنة تمنع نغمه أن يكون خالص الاختفاء وراء كلام الشاعر، وكامل النزول منه بمنزلة الجو الموسيقي الذي يكون من الشعر كالإطار من الصورة. ولا يكاد روح البسيط يخلو

طور بواسطة نورين ميديا © 2015