وذلك لانتظام الصوت لا لحلاوة النغم.

تقارب من زحفيهم فكأنما ... تؤلف من أعناق وحشٍ منفر

فمارت حتى أجلت الحرب عن طلى ... مقطعةٍ منهم وهامٍ مطير

على حين لا نقعٌ تطرحه الصبا ... ولا أرض تلفى للصريع المقطر (?)

وهذا البيت الأخير من التفاتات البحتري البارعة، ومن سهله الممتنع.

وقد أتيح للطويل بعد البحتري شاعرٌ آخر بلغ به غايات بعيدة في صفات الملاحم وذلك هو أبو الطيب، وشعره في هذا الباب من الكلم البواقي. وقد أنصفه الدكتور طه حسين حق الإنصاف في معراض كلامه عن سيفياته، فلا أجد من طائل في تطويل الكلام بذكر اختيارات منها. وأبو فراس الحمداني قد أحسن في رومياته، إلا أنها أدخل في باب التحسر منها في باب الملاحم، ونعته لمشاهد الحرب وللوقائع فيها ليس بكثير، ولا يبلغ فيه إحسان أبي الطيب.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015