من آل مية رائج أو مغتدي ... عجلان ذا زادٍ وغير مزود
زعم البوارح أن رحلتنا غدًا ... وبذاك نبأنا الغداف الأسود (?)
والبوارح: هي ما يتشاءم به من طير.
ويظهر أن الأذواق الجاهلية كانت تقبل هذا، ولعل السبب في قبولها له أنهم كانوا يقفون كثيرًا بالسكون في القوافي المطلقة فيقولون: مزود، والأسود (?) ولكن أذواق المحدثين وأكثر شعراء الإسلام نبت عن الإقواء فتجنبوه في منظوماتهم.
وقد كان هذا من المتأخرين تحسين وتجويدًا في الصناعة. ألا تجد الإقواء حين يقع في القطع والقصائد الجاهلية كثيرًا ما يفسد موسيقاها وينقص من قدرها؟ ألا تجدك تود أن لم يقل الحرث في معلقته:
ملك المنذر بن ماء السماء