رحم الله كرفا فقد كان شاعرًا فحلاً
ولمحمد المهدي مجذوب رحمه الله تعالى (1918 - 1982) قصيدة بعنوان «اللغة حجاب (?)» نوردها هنا كاملة لأنها تتناول موقفًا له بما نال من ثقافة عصرية من درسه الإنجليزية والمنهج الحديث في المدارس العصرية إلى كلية غوردون وقد كان والده الأستاذ محمد مجذوب جلال الدين من كبار أساتذة العربية فيها، وبما نشأ عليه من ثقافة دينية عربية عريقة في أهل بيته- قال:
سئمت من لغة الإعراب قيدني ... فيها بياني من حفظ وإملاء (?)
لم يشفها الزيت غرافًا وما برحت ... تذري المدامع في أطلال أسماء (?)
أرح قوافلها الحسرى بمنزلة ... لا في الجزيرة أو في تيه سيناء
جرحى ينوح وراء الروح منتظرًا ... إطلاق نفسي من أمسي وإبرائي
أشتاق صوتي لا ما كنت آخذه ... من صوت غيري لا يدري بأبنائي (?)
أجهر بنفسك وانفض ما شعرت به ... ولا تبال بأفعال وأسماء
واسمع بسمعك صوتًا تستريح له ... كما تبسم وجه البدر في الماء
هل يمسك الشعر ميزان يكيل به ... مقلدون بلا وحي وإصغاء
مضى ابن أحمد محمودًا ومن ورثوا ... أوزانه الآن مثلي غير أكفاء (?)
سمى البحور تعالى البحر عن صفة ... وعن قواف تحاكي عي فأفاء
حتام أذهل في آثار شاردة ... وكيف أعقد آفاقًا بإرشاء
إني وثبت مع العميان أحسبني ... لا أستقر على أحضان ظلماء