فهذا موضع مأخذ على قول أبي العتاهية:

وعلم ما يأتي من الأمور

وموضوع آخر قوله:

وأنجد الحجة بالإرسال ... عليهم في الأزمن الخوالي

كان عليه أن يتبع ذلك ما من الله به على خلقه أجمعين وعلينا نحن معشر المسلمين خاصة من إتمام نعمته بإرساله بعد تلك الأزمن الخوالي سيدنا محمدًا على فترة من الرسل، هاديًا ومبشرًا ونذيرًا وداعيًا إلى الله بإذنه وسراجًا منيرًا، صلى الله عليه وسلم تسليمًا.

هذا ومن قديم المدح وأنضجه ويقوي ما قدمناه ذكره اللامية الشقراطيسية أوردها النبهاني في ص 138 في قافية اللام (المجلد الثالث) وهي من مائة وخمسة وثلاثين بيتًا.

رصينة السبك صريحة في المدح النبوية عميقة الفهم للسيرة، كثيرة البديع والشقراطيسي المغربي من رجال الخامس الهجري توفي سنة 496 هـ. وقد أورد هذه اللامية أيضًا صاحب المنهاج الواضح (?) في آخره، ومطلعها:

الحمد لله منا باعث الرسل ... هدى بأحمد منا أحمد السبل

خير البرية من بدو ومن حضر ... وأكرم الخلق من حاف ومنتعل

توراة موسى أتت عنه فصدقها ... إنجيل عيسى بحق غير مفتعل

وقد أفاض مادحو الرسول صلى الله عليه وسلم من بعد في أمر البشارة ومن أوسعهم وأجودهم قولًا في ذلك الإمام البوصيري رحمه الله.

أخبار أحبار أهل الكتب قد وردت ... بما رأوا ورووا في الأعصر الأول

ثم ذكر خبر المولد النبوي والمعجزات ثم ذكر المعراج فمما قال فيه:

عرجت تخترق السبع الطباق إلى ... مقام زلفى كريم قمت فيه علي

وفي القافية هنا جهد ما وقل مثل ذلك في هذه القصيدة.

ومما قال في قتلى بدر:

غادرت جهل أبي جهل بمجهلة ... وشاب شيبة قبل الموت من وجل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015