"وهي من الوزن المضمر" من قبيل الاتفاق. فقد كان الرجل موسيقيًا حريصًا على أن يستحدث في العربية نوعًا جديدًا من الغناء. وما إخاله إلا قد استعرض كل ما يعرفه من الشعر الغزلي في سائر البحور، فلم يجد منه ما يستقيم على نوع الغناء الجديد الذي يهم به إلا هذا الوزن المضمر. ولا يقدح في هذا أن المغنين بعده. راضوا جميع أبحر الشعر على الغناء فالمجدد دائمًا يختار أبسط الأشياء وأهونها وما يرى الكلفة فيه يسيرة.

والكامل الأحذ والمضمر يشبهان السريع بنوعيه الثاني والثالث، في أنهما ينفران كل النفور من الأسلوب الفخم الجليل (?)، ويخالف الكامل السريع في أنه ألين منه نغمًا وأظهر دندنة. وقد ذكرنا آنفًا أن السريع الثاني والثالث يصلحان للكلام المذهوب به مذهب الخطب والتكرار حتى ولو كان عبثًا كما في رسالة ابن أبي ربيعة لكلثم، وكما في خطبة الوضاح لصاحبته. فالكامل الأحذ والمضمر يجفوان شيئًا عن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015