قربوا جمالهم للرحيل ... غدوة أحبتك الأقربوك (?)

وقد استحسنها بعض معاصريه (¬2). ولكن لم يتبعه أحد -بحسب ما نعلم- في اختراعه هذا.

ومن عجيب الأمر أن القيود التي وضعها العروض، لم تمنع من اختراع بحر جديد فحسب، ولكنها أيضًا ضيقت دائرة الرخص في استعمال الزحاف والعلل، وأماتت كثيرًا من الأوزان القديمة. وعندي أن العلماء تعمدوا هذا التضييق لأسباب أهمها:

1) ولعهم بتعميم القواعد النظرية وطرد الشواذ. وهذا يفسر استنكارهم لوزن المعلقة العاشرة لعبيد بن الأبرص:

أقفر من أهله ملحوب

ولوزن كلمة المرقش (?)

هل بالديار أن تجيب صمم ... لو أن رسما ناطقًا كلم

وكلمة الآخر:

لو وصل العيث لابنينا امرأ ... كانت له قبة سحق بجاد

هكذا رواه أبو عبيد البكري في سمط اللآلي، ورواية ابن قتيبة في الشعر والشعراء مختلفة (?).

2) الغيرة على القرآن. وذلك أن العلماء كانوا حرصًا على ألا يوافق كلام الله المنزل في قطعة وافية منه شيئًا من أوزان الشعر القديم، لقوله تعالى، في سورة الحاقة:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015