القرآن من أجل أنه حكاية عن كلام الله؛ لأنه لو كان كذلك لكانت التوراة والإنجيل وغيرهما من كتب الله عز وجل معجزات في النظم والتأليف وقد بينا أن إعجازها في غير ذلك، وكذلك كان يجب أن تكون كل كلمة مفردة معجزة بنفسها ومنفردها وقد ثبت خلاف ذلك». انتهى.

غاب عن ابن الباقلاني أن أهل الكتاب يعدونه في الذروة من البلاغة. وترجمة الكتاب المقدس التي قامت بها دار الكتاب المقدس في العالم العربي ما حاد الآن بأسلوبها عن منهج رصانة أساليب العربية وإشراق ديباجتها إلا نوع من الحرص على محاكاة أساليب الأصول التي رأى القائمون بالترجمة إنهم لو حادوا عنها إلى منهاج العربية لأضاعوا بذلك روح قداسة الأصول التي عنها ينقلون. تأمل مثلًا ما تقدم من حكاية قول المسيح عليه السلام حسب رواية إنجيل يوحنا (80 - 85): «قبل أن يكون إبراهيم أنا كائن (?)» وقول أشعيا (1 - 11) «يقول الراب اتخمت من محرقات كباش وشحم مسمنات وبدم عجول وخرفان وتيوس ما أسره» (?) وقول ابن داود الملك في أورشليم 1 و 2: «باطل الأباطيل، قال الجامعة، باطل الأباطيل، الكل باطل، ما الفائدة للإنسان في كل تعبه الذي يتعبه تحت الشمس» (?) وقول داود في رثائه طالوت وابنه (صمويل الثاني): «يا جبال جلبوع لا يكن طل ولا مطر عليكن ولا حقول تقدمات. هناك طرح مجن شاول بلا مسح بالدهن (?)» فجميع هذه الأمثلة وعلى أسلوبها نهج الترجمة كلها غير

طور بواسطة نورين ميديا © 2015