ذات غور ما تبالي يومها ... غرف الإبريق منها والقدح
وإذا ما الراح فيها أزبدت ... أفل الإزباد فيها فامتصح (?)
وإذا مكوكها صادمه ... جانباها كر فيها فسبح (?)
فترامت بزجاج معمل ... يخلف النازح منها ما نزح (?)
تحسب الزق لديها مسندا ... حبشيا نام عمدا فانبطح (?)
ولقد أغدو على ذي عتب ... يصل الصوت بذي زيز أبح (?)
فترى الشرب نشاوى كلهم ... مثلما مدت نصاحات الربح (?)
بين مغلوب كريم خده ... وخذول الرجل من غير كسح (?)
الأعشى والأخطل كما ترى يقولان كلاما واحدا من حيث المعنى الظاهر، وللأعشى فضيلة السبق. وبالرغم من التشابه الشديد بين الكلامين في المعنى، فالفرق عظيم جدًا من حيث الموسيقا والتأثير الشعري العام. ومصدر هذا الفرق عندي هو اختلاف الوزن، واختلاف أغراض الشاعرين العاطفية التي نشأ من جرائها اختلاف الوزن، تأمل كلام الأخطل تجد نغم البحر الطويل منزويًا وراءه حتى إن معاني الشاعر وجرس كلماته يصل إلى سمعك أبرز وأوضح منه. وتأمل كلام