ومعي في المهد كانا ... فوق صدري يؤنساني
فإذا ما الأرض صارت ... وردة مثل الدهان
والدما تجري عليها ... ولنها أحمر قان
ورأيت الخيل تجري ... في نواحي الصحصحان
فاسقياني لا بكأس ... من دم كالأرجوان
أسمعاني نغمة الأسياف حتى تطرباني
أطيب الأصوات عندي ... حسن صوت الهندواني
وصرير الرمح جهرًا ... في الوغى يوم الطعان
وكما كان الرمل مستحسنًا عند العامة والأطفال كان أيضًا مستحسنًا عند أهل الشراب والغناء، ولذلك تغنوا فيه بمثل قولهم:
عللاني عللاني ... بشراب أصفهاني
بشراب الشيخ كسرى ... أو شراب القيرواني
وقولهم:
إنما الذلفاء همي ... فليلمنى من يلوم
أحسن الناس حديثًا ... حين تمشي وتقوم
ويبدو أن الغنائيات الرمليات كانت كثيرة بالحجاز أيام الأحوص وعمر. ومن ثم أخذه الوليد بن يزيد الخليفة الأموي. فقد استكثر من الرمل القصير في شعره وروجه ترويجًا فتح به بابه لمن بعده من المولدين (?)، فأكثروا منه في غزلياتهم