نشوة المرح، إلى الرضا الخالص الساذج، الذي هو سعادة الأطفال- سعادة قلما تتاح للكبار، إلا إذا فنوا لحظةً معهم كما فنى امرؤ القيس. هذا. ثم في جعله إياهما طفلين، رمزٌ وإشعار بخصوبة الموصوفة. وأنت تعلم خبر البكر الخالدة التي لقيها أبو زرع (في حديث أم زرع) تسعى بغلامين كالفهدين، يلعبان تحت خصرها برمانتين، فتبعها وتزوجها وطلق أم زرع (?).

ثم كأن غفلة الوليدين هذه من صفة الموصوفة إذ مالت هنيهة غير مجبال، كحقف النقا، وهي أغفل ما تكون عما تسخو به من جمال. وأحسب حسان بن ثابت نظر إلى ههنا حيث قال:

نفج الحقيبة بوصها متنضد ... بلهاء غير وشيكة الأقسام

وقد مضى القول فيه.

ثم في ذكر الوليدين ولين المس والتسهال، إيماءٌ بالأمومة والمأوى وامرؤ القيس يطلب ذلك ويلتاع إليه. ومع هذا الإيحاء الملتاع هذا النقا اللين، بما يحتسبه عنده من لين مس وتسهال. وهنا يصير امرؤ القيس هو الوليدين على معنى الانهماك، كما

طور بواسطة نورين ميديا © 2015