وعشقته وتزوجها لقرابة ما بينهما، ثم أنه بلغ من كلفه بها، وكان امرأ شاعرًا، أن أرادها ذات يوم أن تتجرد أمامه مقبلة ومدبرة. فشق ذلك عليها. وعاهدته وقاسمته على أن يعطيها مرادها إن هي أعطته ما أراد. فأجابها إلى ما عاهدته وقاسمته عليه. ثم لما رأى منها ما رأى، عزمت عليه أن يطلقها. ولم يجد بدًا من ذلك. واستلب ليه فيما بعد أو كأنه قد استُلب أسى على الذي فعله. قال (?):

الجنب التعيس سويته بيدي

وفي كلمة مزاج قليت غميدي

وتاجوج ما اتلقت يا خمله زيدي

ثم إنه تقلبت به أحوال كأحوال مجنون ليلى أو من قريها. ثم إن القوام سعوا في صلاح ما بينه وبين تاجوجه. فقيل إن هو كف عن نظم الشعر، أعيدت إليه، فسرى ليلة مع شيخ قبيلة الحمران وهو لا يقول شيئًا. ثم لما كاد ينصدع الفجر، وقد دنوا من الحي المقصود لم يستطع المحلق صبرًا، ولعله رأى شيئًا أو سمع طائرًا فاهتاج لذلك، فالتفت إلى شيخ قبيلة الحمران، وقال له:

يا شيخ بدو الحمران، أيش قلت لي (?)

الناس تدور الناس والرب غني

فنقض بذلك عهد ما بينه وبين الشيخ وحرمت عليه تاجوج، ثم تمضي القصة بعد إلى نهايتها وهي مأساة يموت فيها العاشقان. وكان موت تاجوج أنها قتلتها قبيلة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015