العروضيون السريع الموقوف (?) المشطور، ووزنه: "تن تن تتن، تن تن تتن، تن تن تان" في اثنين [وربما تكون آخر تفعيلاته تن تتان]، ومثاله:
إن ثقيفًا منهم الكذابان ... كذابها الماضي وكذاب ثان
وكل شطر من هذين يعد بيتًا في عرف العروض. وهذا الوزن كما ترى أصله "مستفعلن مستفعلن مستفعيل" وهذا رجز. وكلا الوزنين كانا عندهم بمنزلة النغم القصير الخفيف. وكانوا يستعملونهما في الحروب كما رأيت من بعض ما استشهدنا به، وفي التحريض عليها كما في قول أبي عزة (?):
ويهًا بني عبد مناة الرزام ... أنتم حماة وأبوكم حام
لا تعدوني نصركم بعد العام ... لا تسلموني لا يحل إسلام
أي إسلام للعدو.
وكانوا يستعملون هذا الوزن في التقاذف والتنابز، أو كما يقول المصريون: "الردح"، الذي يراد لأن يحفظ بسرعة، وتتلقفه الجواري والولدان. من ذلك أبيات سالم بن دارة يهجو زميل بن أبير وبني فزارة:
حدبدبا بدبدبا منك الآن ... استمعوا أنشدكم يا ولدان
إن بني فزارة بن ذبيان ... قد طرقت ناقتهم بإنسان
مشيأ أعجب بخلق الرحمن (?)