مناة واللات والعزى ويقدمونهن كل التقديم، وهذه كما ترى أسماء إناث. وقد كانت لهم آلهة مثل هبل وود وسواع ونسر ويغوث ويعوق وذي الخلصة.
وقد تعلم من استقراء أخبار القدماء أن حج المشركين في الجاهلية كانت تختلط به طقوس الخصوبة. من ذلك ما ذكره ابن إسحق من أن الرجال كانوا يطوفون بالبيت عراة وأن النساء كن يرتدين أقبية مشقوقات لا تكاد تستر وكُن يطوفن ويغنين (?):
اليوم يبدو بعضه أو كله ... وما بدا منه فلا أُحله
وقد تعلم أيضًا أن إسافًا ونائلة مما ألهته قريش، وخبرهما أنهما رجل وامرأة أحدثا في الحرم فيه فمسخهما الله حجرين، والمسخ يناقض ما صارا إليه من التأليه لولا أن يكون ما فعلاه في القديم قد كان رسمًا من رسوم الخصوبة وطقوسها.
وما يذكرونه من عبادة الدوار وهو صنم كانت تطوف به العذاري- وهو الذي ذكره امرؤ القيس في قوله:
فعن لنا سرب كأن نعاجه ... عذاري دوار في ملاء مُذيل
يحف به لون غير خاف من ألوان الخصوبة وطقوسها.