وعللوا بناء هذا الضرب وهو المختص بالنداء، الذي لا يستعمل في غيره بأن قالوا: النداء يقتضي البناء، وهذه الأسماء مؤنثات، معارف، معدولات مناديات، وعلتان تمنعان الصرف، فغلبت هذه العلل على الاسم، فبعدته من التمكن جدًا فبني البتة، فإن استعمل منها شيء في غير النداء ففي ضرورة الشعر لا في الاتساع والنثر كما قال:
(أطوف ما أطوف ثم آوي ... إلى بيتٍ فعيدته لكاع) (?)
ومن ذلك فعال إذا أردت بها المصدر، أي المرة منه، كما قال:
(إنا احتملنا خطتينا بيننا ... فحملت برة واحتملت فجار) (?)
أراد بفجار فجرة علمًا معرفة، وإن كان مصدرًا يراد به المرة من الفجور لأنه بإزاء قوله "برة"، فكأنه قال: فحملت "برة" واحتملت "فجرة"