ولمؤنث سكران صيغة تخصه كما أن مذكر حمراء له صيغة تخصه. وتمتنع النون في سكران وبابه من لحاق تاه التأنيث به في اللغة الفاشية كما تمتنع همزة حمراء من لحاق تاء التأنيث بها، فلما ضارعت هذه الصفة حمراء وبابها من هذه الوجوه أجريت مجراها فمنعت الصرف نكرة.
فإن استعملتها معرفة بأن تعلقها عامًا على شخص منعتها الصرف أيضًا لأن التعريف أيضًا يمنعها من لحاق تاء التأنيث بها، فشبه حمراء قائم بعد فيها إذا صارت معرفة.
وهذا الحكم هو الذي منه عثمان وعمران وما أشبههما من الإعلام مما في آخره ألف ونون زائدتان من الصرف.
والصفة المعدولة كثلاث ورباع، تمتنع من الصرف نكرة، لاجتماع علتين من العلل التسع فيها وهي الوصف، بدليل قوله عز وجل {أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ} (?)، فأجنحة نكرة ومثني وثلاث ورباع وصف لها.
وقول الشاعر:
(ولكنما أهلي بواد أنيسه ... ذئاب تبغى الناس مثنى وموحد) (?)
فمثني وموحد صفتان لذئاب، والعدل لأن موحد معدول عن واحد واحد