الموصولتين، ألا تراهما إذا وصلتا معرفتين ولا لام فيها؛ فثبت وتبين بذلك أن تعرف الجميع بالصلات؛ وإنما لم يحتج في «من» و «ما» إلى إدخال اللام فيها وإلزامها إياها كما ألزمت «الذي» و «التي» لأن «من» و «ما» لا يوصف بهما فلم يحتج إلى إصلاح اللفظ بلحاق لام التعريف بهما، وقد أسلفنا ذكر بناء الموصولات فلا نكرره.
وأعلم أن «من» في مثل قول الشاعر:
(رب من أنضجتُ غيظاً صدره ... قد تمنى لي موتاً لم يطع) (?)
ليست بموصولة بل نكرةٌ موصوفةٌ، مثل ما في قوله:
(رب ما تكره النفوسُ من الأمر ... له فرجةٌ كحل العقال) (?)