تصنع في القرى ويحمل الأغنياء منديلا من القطن أو من الحرير بحسب الطاقة، يربطونه في الحائك لكي لا يضيع.
وتلتف النساء أيضا في نوع من الحائك يصنع من قماش القطن صيفا ومن الصوف شتاء ويتمنطقن بأحزمة ملونة مصنوعة من الصوف أو من الوبر الجيد خبزهم من القمح والشعير أو من الشعير وحده ولا يكون أبدا من القمح الصافي وذلك راجع إما للمناخ وإما لقناعتهم، وعلى الرغم من وفرة القمح لديهم، فإنهم يستهلكون الشعير بكثرة. والزيت نادر عندهم ولذلك تحضر المأكولات بالزبدة التي تملح للاحتفاظ بها طويلا.
في الصباح لا يخرج أحدهم من بيته قبل ان يفطر بخبز الشعير والزبدة.
ويستخدم الأغنياء أو الملاكون في هذه المناطق، العمال والأجراء (لا يمكن مقارنة ثروات هذا البلد بثروات أوروبا). وقد جرت العادة أنهم عندما يشغلون أو يسخرون واحدا من هؤلاء، يدفعون عنه ديونه، ان كانت عليه ديون، أو يقدمون له مسبقات تساعده على سد حاجاته، وهم بذلك كأنما يبيتون نية في أن يشدوه اليهم، ويسكن هذا الرجل عند المالك صحبة زوجته وأطفاله على النحو الذي سنذكره مفصلا في ما يلي:
يعطي المالك، صاحب المزرعة أو المؤسسة، لهذا العامل بقرة أو بقرتين حسب إمكانياته أو حسب الاتفاقيات المبرمة بينهما. ويتعهد الأخير بتسليم الأول أرطالا معينة من الزبدة (الرطل في هذا البلد أكبر من الرطل الأوروبي، إنه يساوي 28 أوقية) (?) وهكذا، فان هذا الرجل