المراه (صفحة 152)

وأمر الباشا، كذلك بإحصاء العمال في مدينة الجزائر، وبأن يرسل إلى الحصون للمساهمة في مناورات المدفعية، جميع القادرين، وبأن يعين قائد على رأس كل فيلق.

لقد كان الآغا إبراهيم صهرا للباشا، لكنه لم يكن قائدا ممتازا في يوم من الأيام، ولم يكن يعرف الشيء الكثير من التكتيك العسكري ; وكان سابقه يحيى آغا (?) قد شغل هذا المنصب مدة اثنتي عشرة سنة في عهد حسين باشا , فشاهد كثيرا من المعارك التي جرت بين العرب والقبائل ; وكان مدة ما بقيت، لا يعرف الركود على الإطلاق. لقد كان شديد الطموح، صائبا في منطقه ويعرف كيف يحبب نفسه خاصة إلى العرب والقبائل، ولو أنه ظل في هذا المنصب مدة أطول لاستفادت الجزائر منه أشياء كثيرة على ما أعتقد. ولكن الحسد والغيرة اللذين أثارهما في نفس الخزناجي، نتيجة مكانته عند الباشا وعمل هذا الأخير بنصائحه، قد جعلا الخزناجي يتآمر ضده. وقد تمت الدسيسة بواسطة تقارير كاذبة وشهود زور كان وعدهم بمناصب عندما تنجح الخطة. وبهذه الطريقة عزل يحيى آغا، ثم نفاه الباشا إلى البليدة واستبدله بصهره إبراهيم وهو رجل لا منطق له ولا كفاءة كما سبق أن ذكرنا. وخشي المتآمرون أن تنكشف أفعالهم، وأن يعود منافسهم إلى الحكم فحاكوا خيوطا جديدة واتهموه بأنه يتفاهم مع مختلف رؤساء العرب والقبائل،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015