المراه (صفحة 136)

(إنك كرغلي، وباي تونس أيضا كرغلي؛ فأنت، إذن، لا تريد أن تلحق الضرر بأخيك. إنك تفضل عصياني على أن تحاربه).

ولما رأى ذلك الباي استحالة السير ضد تونس، وتأكد من أن الداي سيعاقب عصيانه، عقد العزم على إعلان الثورة؛ وليحصل على السلم شوش ومنع جميع الطرق التي تصله بالجزائر.

ولكي ينتقم، سير الحاج علي باشا جيشا، ضد وهران، تحت قيادة عمر آغا (?). وقد تحققت رغبة ذلك الطاغية بكل نجاح، واضطر الباي المسكين إلى الاستسلام للجيش فحكم عليه بالإعدام. كما أن زوجته وأطفاله قد تعرضوا لمعاملة سيئة، ثم حملت جميع ثرواته إلى الجزائر وعين باي آخر في مكانه.

لقد تكررت مثل تلك التعيينات إلى أن تولى حسن باي الذي سلم وهران للفرنسيين. وكان حسن باي هذا صهرا لباي وهران القديم: دالي باي.

وقد ساهمت هذه القرابة مساهمة كبيرة في ازدهار تلك المقاطعة. واستطاع حسن، على وجه الخصوص، أن يطبع إدارته بالاعتدال طوال الأربعة عشر عاما التي دامها حكمه.

كان ذلك الباي يحكم بعطف أبوي، فلا يفرض على الشعب إلا ضرائب قليلة ولا يستعمل العنف ضده أبدا. ولأجل ذلك ازدهرت المقاطعة إزدهارا كبيرا وكان السكان يعترفون له بالجميل.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015