المراه (صفحة 133)

سدم أبواب المدينة وركز قواته وراء الحيطان، ثم أخبر الجزائر بالحادث عن طريق البحر. وضبطت الحكومة أمرها لاسترجاع السلطة وإقرارها، فأخمدت الثورة، لا بالقوة وإنما بالاعتدال. وعينت بايا آخر قوي النفوذ في أوساط الشعب وله علاقات ودية وروابط قرابة مع مختلف المشائخ. وبالإضافة إلى ذلك، كان ابنا لابن قاره محمد الذي انتزع وهران من الإسبانيين. ولكن الطرق بين الجزائر ووهران كانت مقطوعة، فاضطر الباي الجديد إلى المجيء لوهران عن طريق البحر. وبمجرد ما وصل فتح أبواب المدينة وخرج إلى الدرغاوي بنفسه على رأس الجيش؛ ولما انضم إليه أنصاره هزم المتمردون ووقع تشتيتهم.

كان هذا الباي الذي خلص وهران من المتمردين ذا كفاءة ومروءة.

وقد ساعد وجوده في تلك المقاطعة على تحقيق الأمن العمومي. وعلى الرغم من ذلك فإنه عزل بعد سنوات قليلة، وقتل ليخلفه نفس مصطفى الذي كان بايا قبله، والذي لم يكن له من فضل إلا رعاية الخزناجي له كما سبق أن ذكرنا. ذلك.

وبعد ذلك بمدة قصيرة عين مصطفى خزناجيا، وخلفه في تلك المقاطعة ديلي باي شقيق قاره محمد باي.

ونفس هذه الأعمال قد تعرض لها بايات قسنطينة. ومن جملة ما نتح عنها ظهور أحد المغامرين على رأس حزب من المتمردين، يسمى ذلك المغامر:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015