عَلَى مَا ذكر ذكَر بِاحْتِمَال الاذى منهنّ، والحلم عِنْد طيشهن وغضبهن. فقد كَانَ صلّى الله عَلَيْهِ وسلّم يمزح معهنّ، وَينزل إِلَى دَرَجَات عقولهن فِي الْأَعْمَال والأخلاق كَمَا مضى بعضُ ذَلِك، وَقد كنّ يراجعنه عَلَيْهِ السَّلَام الْكَلَام وتهجره إِحْدَاهُنَّ إِلَى اللَّيْل وراجعت امرأَةُ عمر عمر فِي الْكَلَام فَقَالَ: أَتراجعينني يالَكَاع؟ فَقَالَت: إِن أَزواج النَّبِي صلّى الله عَلَيْهِ وسلّم يراجعنه وَهُوَ خير مِنْك فَقَالَ عمر: خابت حَفصَةُ وخسرت، أَي إِن راجعته ثمَّ قَالَ لحفصة: لَا تغتّري بابنة أَبي قُحَافَة (يَعْنِي عَائِشَة) فإِنها حِبُّ رَسُول الله صلّى الله عَلَيْهِ وسلّم وخوّفها من الْمُرَاجَعَة. وَدفعت إِحداهنَّ فِي صدر رَسُول الله صلّى الله عَلَيْهِ وسلّم فَزَبَرَتها أُمها فَقَالَ صلّى الله عَلَيْهِ وسلّم: دَعِيهَا فَإِنَّهُنَّ يَصنَعنَ أَكثرَ مِن ذلِكِ وَجرى بَينه وَبَين عَائِشَة كَلَام حَتَّى أَدخل أَبَا بكر حكما بَينه وَبَينهَا، فَقَالَ لَهَا رَسُول الله صلّى الله عَلَيْهِ وسلّم: تَكَلَّمِينَ أَنتِ أَو أَتَكَلَّم؟ فَقَالَت: بل