ثم إن علماء المذهب من بعده عولوا عليه -أي الإنصاف- في إخراج الفقه الحنبلي في ثوب جديد، خاليًا من كثير من الخلاف الذي استمر غير محسوم على مدى عدة قرون، فجاء منْ بعده محرَّرًا منقحًا على قول واحد في معظم المسائل، كما نرى ذلك في "الإقناع" و"المنتهى" و"غاية المنتهى" و"دليل الطالب" وسائر المتون التي صُنِّفت بعد المرداوي. فشكر الله له سعيه وأجزل له المثوبة في دار العقبى، إنه سميع قريب مجيب.
• الأعمال التي تمت على الكتاب:
وضعت عليه عدة مختصرات، منها:
1 - مختصر المصنف نفسه، والمسمى "التنقيح المشبع"، سيأتي.
2 - مختصر أبي اليُمْن مجير الدين العليمي، صاحبـ"المنهج الأحمد" (ت 928 هـ)، ويسمى كتابه "الإتحاف باختصار الإنصاف".
3 - مختصر شيخ الإسلام الشيخ محمد بن عبد الوهاب -رَحِمَهُ اللهُ- (ت 1206 هـ)، اختصره مع "الشرح الكبير" في كتاب واحد.
ذكره السخاوي في "الضوء" (5/ 226) وابن عبد الهادي في "الجوهر" (ص 100) وذكر معه "اختصار الإنصاف" مع أنهما كتاب واحد. وذكره العليمي في "المنهج" (5/ 291) وقال: وهو مختصر في مجلد لطيف، سلك فيه مسلكًا لم يُسبق إليه، وقد رأيت في نسخة منه أن مؤلفه فرغ من تأليفه في (16/ 10/ 872 هـ) ثم غَيَّره مرارًا، ولم يزل يحرِّره ويزيد منه وينقص إلى أن توفي. اهـ.
وذكره ابن العماد في "الشذرات" (9/ 511) وابن حميد في "السحب" وحاجي خليفة في "الكشف" (ص 1810) والبغدادي في "الإيضاح" (2/ 549) ولكن نسبه إلى ابن مغلي (ت 828 هـ) وذكره في "الهدية" (1/ 736) وذكر معه كتابًا آخر باسم "التنقيح في شرح إنصاف التصحيح في الفروع"!!