والغضب، ووجه المراء -وهو، أي: المراء، استخراج غضب المجادل- فمزيل عن طريق الحق، وإليه انصرف النهي عن قيل وقال. وفيه -أي: المراء- غلق باب الفائدة، وفي المجارلة للمناصحة فتحه؛ أي فتح باب الفائدة.

فأما اجتماع جمعِ متجادلين، مع أن كُلا منهم لا يُطمع أن يرجع إن ظهرت حجة، ولا فيه مؤانسة ومورة وتوطئة القلوب لوعي حق، بل هي على الضد (?). قال ابن عقيل (?): وكل جدل لم يكن الغرض منه نصرة الحق؛ فإنه وبال على صاحبه، والمضرة فيه أكثر من المنفعة؛ لأن المخالفة توحش. ولولا ما يلزم من إنكار الباطل واستنقاذ الهالك بالإجتهاد في رده عن ضلالته، لما حسنت المجادلة، للإيحاش منها غالباً، ولكن فيها أعظم المنفعة إذا قصد بها نصرة الحق والتقوِّي على الإجتهاد، لا المغالبة، وبيان الفراهة، نعوذ بالله منها. فإن طلب الرياسة وطلب التقدم بالعلم يُهلك، فلو بأن له سوء قصد خصمه، توجه تحريم مجادلته" (?).

* * *

110 - يَحيى الصَّرصَري (656 هـ)

هو يحيى بن يوسف بن يحيى بن منصور، أبو زكريا، جمال الدين، الأنصاري الصرصَري الزَّرِيراني، الضرير، الملقب بـ"حسان السّنة" لما عُرف من أنه ألَّف ديواناً شعر في مدح النبي - صلى الله عليه وسلم - يقارب العشرين مجلداً (?). توفي شهيداً على أيدي التتار.

ترجمه ابن رجب في "الذيل" (2/ 262).

له:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015