وقد اشهر الشيخ ابن عتيق بسعة العلم والتقى والصلاح، والجد والإجتهاد في نشر الدعوة السلفية. -رَحِمَهُ اللهُ- رحمة واسعة وأجزل له المثوبة (?).
وُلد بثرمداء: قرية من قرى الوشم، وكانت إمارتها متسلسلة في آبائه.
ونشأ يتيماً ضريراً بين والدته وأعمامه، فحفظ القرآن وتلقى العلوم الإبتدائية في بلدته على إمام جامعها حمد بن شعيل، فحفظ جملة من المتون (?) في التوحيد والفقه واللغة والمصطلح وغير ذلك. فلما شب عن الطوق سافر إلى الرياض عام (1311 هـ) فتلقى عن علمائها المشهورين آنذاك، كالشيخ عبد الله بن عبد اللطيف وأخيه إبراهيم، والشيخ سليمان بن سحمان، والشيخ إسحاق بن عبد الرحمن، والشيخ سعد ابن عتيق، وغيرهم. وكانت له -رَحِمَهُ اللهُ- محبة شديدة للعلم ورغبة صادقة في طلبه وتحقيقه والعمل به وجمع كتبه، حتى إنه جمع مكتبة من أنفس المكتبات؛ حافلة بنفائس المخطوطات، وكان له الفضل في جمع أشتات كتاب "المغني" لإبن قدامة لتكوين نسخة كاملة منه، حيث لم تكن منه في نجد نسخة كاملة، فجمع أجزاءه من البلدان وخزائن العلماء، حتى جمع نسخة كاملة، فنُسخت ثم أرسلها إلى الملك عبد العزيز -رَحِمَهُ اللهُ- فطبع عليها الكتاب. وكانت للشيخ عناية خاصة بالفقه الحنبلي؛ له اليد الطولى في التحقيق والتدقيق فيه من خلال ما عُرف في دروسه ومؤلفاته وفتاواه المحررة التي سلك فيها مسلك المحققين، بذكر الدليل والتعليل والترجيح؛ تبعاً لما رجحته الحجج من أقوال المجتهدين.