سَابق وَلَا سكيت فَكَأَنَّهُ إِذا مَاتَ مَا تحرّك على حارك فرس وَلَا شَاك شاكلته بشولحة عقب بل مر كَأَنَّهُ لم يكن وذل للْمَوْت وَقبلهَا لم يهن فتلمح آخر الدُّنْيَا إِن كنت تَدْرِي وَانْظُر فِي أَي بَحر إِلَى الْهَلَاك تجْرِي واصخ لخطاب الخطوب وافهم مَا يجْرِي وَكن على أهبة فهذي الركاب تسري
للشريف الرضي
(أَو مَا رَأَيْت وقائع الدَّهْر ... أَفلا تسيء الظَّن بالعمر)
(بَينا الْفَتى كالطود تَمنعهُ ... هضباته والعصب ذِي الْأَثر)
(يَأْبَى الدنية فِي عشيرته ... ويجاذب الْأَيْدِي على الْفَخر)
(وَإِذا أَشَارَ إِلَى قبائله ... حشدت عَلَيْهِ بأوجه غر)
(زل الزَّمَان بِوَطْء أَخْمُصُهُ ... ومواطئ الْأَقْدَام للعثر)
(نزع الإباء وَكَانَ شملته ... واقر اقرارا على صغر)
(صدع الردى أعيى تلاحمه ... من ألحم الصدفين بالقطر)
(جر الْجِيَاد على الوجى وَمضى ... أمما يدق السهل بالوعر)
(حَتَّى التقى بالشمس مغمده ... فِي قَعْر مُنْقَطع من الْبَحْر)
(ثمَّ انْثَنَتْ كف الْمنون بِهِ ... كالضغث بَين الناب وَالظفر)
(لم تشتجر عَنهُ الرماح وَلَا ... رد الْقَضَاء بِمَالِه الدثر)
(جمع الْجنُود وَرَاءه فَكَأَنَّمَا ... لاقته وَهُوَ مضيع الظّهْر)
(وَبنى الْحُصُون ممتعا فَكَأَنَّمَا ... أَمْسَى بمضيعة وَلَا يدْرِي)
(وَيرى المعابل للعدى فَكَأَنَّمَا ... لحمامه كَانَ الَّذِي يبرى)