تزيل الشَّرّ جملَة وَقد تخفف كَمَا أَن غسل الْأَثر إِن لم يزله خفف إِن دمت على سلوك الجادة رجونا لَك الْوُصُول وَإِن طَال السرى
يَا هَذَا الْفِيل والجمل يسبحان وَلَكِن الْفِيل مليح السباحة والجمل يسبح على جنب فيفتضح عِنْد سباحة الْفِيل ثمَّ كِلَاهُمَا يعبر إِذا لم تطق منازلة الْحَرْب فَكُن من حراس الخيم إِذا رَأَيْت الْبَاب مسدودا فِي وَجهك فارض بِالْوُقُوفِ خَارج الدَّار مَعَ السُّؤَال إِذا لم تظفرك الحروب فسالم أَتَرَى يصلح هَذَا الْقلب بعد الْفساد أَتَرَى يتبدل بالبياض هَذَا السوَاد كم أَقُول عَسى أصلح وَلَعَلَّ وَكلما اسْتَوَى قدمي زل كم تَتَغَيَّر الْأَحْوَال وَمَا أتغير كم تصح لي الطَّرِيق وأتحول
(لله أَمر من الْأَيَّام أطلبه ... هَيْهَات أطلب شَيْئا غير مَطْلُوب)
(وحاجة أتقاضاها وتمطلني ... كَأَنَّهَا حَاجَة فِي نفس يَعْقُوب)
إِلَى كم تَقول سأتوب ألم يخجل اللِّسَان الكذوب
(كلما أملت يَوْمًا صَالحا ... عرض الْمَقْدُور لي فِي أملي)
(اقْطَعْ الدَّهْر بِظَنّ حسن ... واجلي غمرة مَا تنجلي)
(وَأرى الْأَيَّام لَا تدني الَّذِي ... ارتجى مِنْك وتدنى أَجلي)
إِذا كَانَت كرة الْقلب بِحكم صولجان التقليب بطلت الْحِيَل لما قرب جِبْرِيل وَمِيكَائِيل اهتزت الْمَلَائِكَة فخرا بِقرب جِنْسهَا من جناب الْعِزَّة فَقطع من بَين أَغْصَانهَا شَجَرَة هاروت وَكسر فنن ماروت وَأخذ من لبها كرة {وَإِن عَلَيْك لَعْنَتِي} فتزودت الْمَلَائِكَة فِي سفر الْعُبُودِيَّة بزاد الحذر وقادت فِي سبل معروفها بخت التَّطَوُّع للمنقطعين {وَيَسْتَغْفِرُونَ لمن فِي الأَرْض} نُودي من نَادَى الأفضال {من جَاءَ بِالْحَسَنَة فَلهُ عشر أَمْثَالهَا} فسارت نَجَائِب الْأَعْمَال إِلَى بَاب الْجَزَاء فصيح بِالدَّلِيلِ {وَلَوْلَا أَن ثَبَّتْنَاك} فَقَالَ مَا مِنْكُم من ينجيه عمله