آه من اشْتِرَاك الْأَسْمَاء وتلقيب القصدير بِالْبيعِ لَيْسَ كل مَعْدن عرق الذَّهَب وَلَا فِي بطن كل غزال مسك لَيْسَ من عَام فِي قَرَار الْبَحْر حَتَّى وَقع بالدر الْيَتِيم كمن قعد على السَّاحِل يجمع الصدف أُمَرَاء الْعبارَات رعية لفصاحتي ويك إِنَّه كيل بِلَا ثمن سقى فصاحتي سيح فقد تضاعفت عَليّ زَكَاة الشُّكْر سَافر لَفْظِي بِبَضَائِع فكري من أَرض قلبِي إِلَى بادية فمي فَسلم سلع النُّطْق إِلَى منادى لساني هَيْهَات فواكه الْأَلْفَاظ اللذيذة فِي مذاق الأفهام السليمة لَيْسَ لَهَا ثمن فَهُوَ يعرضهَا فِي موسم النصح على تجار الْإِرَادَة فَمن مِنْكُم يَشْتَرِي حِكْمَة بِقبُول قد يرى علو مَكَاني وينسى الدرج كم قد خضت بحرا ملحا حَتَّى وَقعت بعذب كم قطعت مهمها وحدي حَتَّى سميت بِالدَّلِيلِ أنضيت مركب الْجِسْم ورفضت شهوات الْحس وواصلت اللَّيْل بِالنَّهَارِ فِي الْجد وَأوقدت فِي دجى الْهوى نَار الصَّبْر فَإِن وثقتم بأمانتي فَهَذَا تَخْيِير الشِّرَاء
(شربت لأغلالي رحيقا بسلسال ... من الشاهق العالي على غير تصريد)
(فَأَصْبَحت نشوانا من الشّرْب سكرانا ... وأطرب أَحْيَانًا بِلَا نَغمَة الْعود)
(وَكم جبت من وَاد وسرت بِلَا حاد ... وَبت بِلَا زَاد سوى ذكر معبودي)