سُبْحَانَ من فاوت بَين الْقُلُوب فَمِنْهَا مَا لَا يصلح إِلَّا لخدمة الدُّنْيَا وَمِنْهَا مَا لَا يصلح إِلَّا للتعبد وَمِنْهَا روحاني مَشْغُول بمحبة الْخَالِق للمتنبي
(أروح وَقد ختمت على فوآدي ... بحبك أَن يحل بِهِ سواكا)
(فَلَو أَنِّي اسْتَطَعْت غضضت طرفِي ... فَلم أبْصر بِهِ حَتَّى أراكا)
(أحبك لَا ببعضي بل بكلي ... وَإِن لم يبْق حبك لي حراكا)
(ويقبح من سواك الْفِعْل عِنْدِي ... فتفعله فَيحسن مِنْك ذاكا)
(وَفِي الأحباب مُخْتَصّ بوجد ... وَآخر يَدعِي مَعَه اشتراكا)
(إِذا اشتبكت دموع فِي خدود ... تبين من بَكَى مِمَّن تباكى)
(فَأَما من بَكَى فيذوب شوقا ... وينطق بالهوى من قد تباكى)
النَّهَار يزِيد فِي كرب الْمُحب وَاللَّيْل يروحه السحر رَوْضَة نجدية يجد فِيهَا الْمُحب ضَالَّة وجده شراب الْمُنَاجَاة يروي ظمأ العشاق لَو رَأَيْت الْمُحب فِي اللَّيْل يتقلقل ويناجي حَبِيبه ثمَّ يتململ وَكلما أزعجه الشوق تحير وتبلبل وَمَا ألذ مَا يصف حَاله ويتعمل
(أحباي أما جفن عَيْني فمقروح ... وَأما فُؤَادِي فَهُوَ بالشوق مَجْرُوح)
(يذكرنِي مر النسيم عهودكم ... فأزداد شوقا كلما هَب الرّيح)
(أَرَانِي إِذا مَا اللَّيْل أظلم أشرقت ... بقلبي من نَار الغرام مصابيح)
(أُصَلِّي بذكراكم إِذا كنت خَالِيا ... إِلَّا أَن تذكار الْأَحِبَّة تَسْبِيح)
(يشح فُؤَادِي أَن يخَامر سره ... سواكم وَبَعض الشُّح فِي الْمَرْء ممدوح)