رأى فَقير فِي طَرِيق مَكَّة امْرَأَة فتبعها فَقَالَت مَالك فَقَالَ قد سلب حبك قلبِي قَالَت فَلَو رَأَيْت أُخْتِي فَالْتَفت فَلم ير أحدا فَقَالَت أَيهَا الْكَاذِب فِي دَعْوَاهُ لَو صدقت مَا الْتفت
(وَالله لَو علمت روحي بِمن علقت ... قَامَت على رَأسهَا فضلا عَن الْقدَم)
إِذا كنت تشتغل الْيَوْم عَنَّا بسوداء فَكيف تذكرنا إِذا أعطيناك الْحور يَا مؤثرا مَا يفنى على مَا يبْقى هَذَا رأى طبعك هلا استشرت عقلك لتسمع أصح النصائح من كَانَ دَلِيله البوم كَانَ مَأْوَاه الخراب وَيحك إعزم على مَجْنُون هَوَاك بعزيمة فَرب شَيْطَان هاب الذّكر تلمح غب الْخَطَايَا لَعَلَّه يكف الْكَفّ لَا تحتقرن يسير الطَّاعَات فالذود إِلَى الذود إبل وَرُبمَا احتبج إِلَى عُوَيْد منبوذ لَا تحتقرن يسير الذَّنب فَإِن العشب الضَّعِيف يفتل مِنْهُ الْحَبل الْقوي فيختنق بِهِ الْجمل المغتلم أَو مَا نفذت فِي سدسبا حِيلَة جرد من عرف شرف الْحَيَاة اغتنمها من علم أرباح الطَّاعَات لَزِمَهَا الْعُمر ثوب مَا كف والأنفاس تستل الطاقات كم قد غرقت فِي سيف سَوف سفينة نفس
يَا هَذَا أَنْت أجِير وَعَلَيْك عمل فَإِذا انْقَضى الشّغل فألبس ثِيَاب الرَّاحَة قَالَ رجل لعامر بن عبد قيس كلمني فَقَالَ أمسك الشَّمْس دخلُوا على الْجُنَيْد عِنْد الْمَوْت وَهُوَ يُصَلِّي فَقيل لَهُ فِي هَذَا الْوَقْت فَقَالَ الْآن تطوى صحيفتي
(حَشْوًا المطى فَهَذِهِ نجد ... بلغ المدى وَتجَاوز الْحَد)
(يَا حبذا نجد وساكنه ... لَو كَانَ ينفع حبذا نجد)
يَا ديار الأحباب أَيْن السكان يَا منَازِل العارفين أَيْن الْقطَّان يَا أطلال الوجد أَيْن أَيْن الْبُنيان
(تعاهدتك العهاد يَا طلل ... خبر عَن الظاعنين مَا فعلوا)
(فَقَالَ أَلا اتبعتهم أبدا ... إِن نزلُوا منزلا وَإِن رحلوا)
(تركت أَيدي النَّوَى تقودهم ... وجئتني عَن حَدِيثهمْ تسل)