(أبثهم وجدي وهم بِي أعلم ... وَأَرْجُو شفائي مِنْهُم وهم هم)
(وَكم كدت من شوق أبين من هم ... ويمنعني من ذَاك خوفي مِنْهُم)
(وَكم عذلوني فيهم غير مرّة ... فَقلت لَهُم وَالله بِالصّدقِ أعلم)
(إِذا كَانَ قلبِي موثقًا فِي حبالكم ... وجسمي لديكم كَيفَ أفهم عَنْكُم)
(فَإِن شِئْتُم أَن تعدلوا فتوصلوا ... إِلَى أَن يعود الْقلب ثمَّ تكلمُوا)
صَاحب أهل الدّين وصافهم واستفد من أَخْلَاقهم وأوصافهم واسكن مَعَهم بالتأدب فِي دَارهم وَإِن عاتبوك فاصبر ودارهم إِن لم يكن لَك مكنة الْبذر وَلم تطق مُرَاعَاة الزَّرْع فقف فِي رفْقَة {وَإِذا حضر الْقِسْمَة أولُوا الْقُرْبَى} أَنْت فِي وَقت الْغَنَائِم نَائِم وقلبك فِي شهوات الْبَهَائِم هائم إِن صدقت فِي طلابهم فانهض وبادر وَلَا تستصعب طريقهم فالمعين قَادر تعرض لمن أَعْطَاهُم وسل فمولاك مَوْلَاهُم رب كنز وَقع بِهِ فَقير وَرب فضل فَازَ بِهِ صَغِير علم الْخضر مَا خَفِي على مُوسَى وكشف لِسُلَيْمَان مَا غطى عَن دَاوُد
يَا هَذَا لَا تحتقر نَفسك فالتائب حبيب والمنكسر مُسْتَقِيم إقرارك بالإفلاس غنى إعترافك بالْخَطَأ إِصَابَة تنكيس راسك بالندم رفْعَة عرضت سلْعَة الْعُبُودِيَّة فِي سوق البيع فبذلت الْمَلَائِكَة نقد {وَنحن نُسَبِّح} فَقيل مَا تُؤثر سكَّة دراهمكم فَإِن عجب الضَّارِب بِسُرْعَة الضَّرْب أوجب طمسا فِي النقش فَقَالَ آدم مَا عِنْدِي إِلَّا فلوس إفلاس نقشها {رَبنَا ظلمنَا أَنْفُسنَا} فَقيل هَذَا الَّذِي ينْفق على خزانَة الْخَاص أَنِين المذنبين أحب إِلَيْنَا من زجل المسبحين
(واستعذبوا مَاء الجفون فعذبوا ... الْأَسْرَار حَتَّى درت الاماق)
يَا معاشر المذنبين إِن كَانَ يَأْجُوج الطَّبْع وَمَأْجُوج الْهوى قد عاثوا فِي أَرض قُلُوبكُمْ {فَأَعِينُونِي بِقُوَّة أجعَل بَيْنكُم وَبينهمْ ردما}