على أذقان الذل لَعَلَّ غيوم الغموم على مَا تلف تأتلف أخواني قد بشر الرشاش فاثبتوا وَقد سَالَ الْوَادي
(واحبس الركب علينا سَاعَة ... نندب الرّبع ونبكي الدمنا)
(فَلِذَا الْموقف أعددنا البكا ... وَلذَا الْيَوْم الدُّمُوع تقتني)
(زَمنا كَانَ وَكُنَّا جيرة ... يَا أعَاد الله ذَاك الزمنا)
(بَيْننَا يَوْم اثيلات النقى ... كَانَ عَن غير ترَاض بَيْننَا)
إِذا خرجت الْقُلُوب بِالتَّوْبَةِ من حبس الْهوى إِلَى بيداء الْإِنَابَة جرت خُيُول الدمع فِي حلبات الوجد كالمرسلات عرفا إِذا استقام زرع الْفِكر قَامَت العبرات تَسْقِي ونهضت الزفرات تحصد ودارت رَحا التحير تطحن واضطرمت نَار القلق تنضج فحصلت للقلب بلة يتقونها فِي سفر الْحبّ يَا من لم يصبر عَن الْهوى صَبر يُوسُف تعين عَلَيْك حزن يَعْقُوب فَإِن لم تطق فذل إخْوَته يَوْم {وَتصدق علينا} خوف السَّابِقَة وحذر الخاتمة قلقل قُلُوب العارفين وَزَادَهُمْ إزعاجا {يحول بَين الْمَرْء وَقَلبه} كلما دخلُوا سكَّة من سِكَك السّكُون شرع بهم الْجزع فِي شَارِع من شوارع القلق لما حرك نسيم السحر أَغْصَان الشّجر أخذت ألسن قُلُوبهم فِي بَث القلق فكاد نفس النَّفس يقطع الحيازيم لَوْلَا حزم التَّمَسُّك
للشريف الرضى
(وَإِنِّي لأغرى بالنسيم إِذا سرى ... وتعجبني بالابرقين ربوع)
(ويحني على الشوق نجدي مزنة ... وبرق بأطراف الْحجاز لموع)
(وَلَا أعرف الأشجان حَتَّى تشوقني ... حمائم ورق فِي الديار وُقُوع)
فِي كل اللَّيْل تهب الرِّيَاح وَلَكِن لنسيم السحر خاصية مَا أَظُنهُ تعطر إِلَّا بِأَنْفَاسِ المستغفرين لنَفس الْمُحب عطرية تنم على قدر طيبَة