يَا دَائِم الْحُضُور عندنَا هَل عمرك إِلَّا أُسْبُوع إِن لنجم الحيوة لأفول ولشمس الْمَمَات لطلوع أَيْن أَبوك أَيْن جدك السَّيْف قطوع كَيفَ تبقى مَعَ كسر الْأُصُول ضِعَاف الْفُرُوع تعلق الدُّنْيَا بقلبك وتعتذر بِلَفْظ مَصْنُوع إصرارك كالصحيحين وإقلاعك حَدِيث مَوْضُوع مزق أملك فالعمر قصير حقق عَمَلك فالناقد بَصِير زد زَاد سفرك فالطريق بعيد ردد نظر فكرك فالحساب شَدِيد صَحَّ بِالْقَلْبِ لَعَلَّه يرعوي سلمه إِلَى الرائض عساه يَسْتَوِي يَا مُؤثر البطالة عَالم الْهوى دنس عاشق الْهوى جامد الْفِكر فَلَو ذاب مَا ذاب
(سهر الْعُيُون لغير وَجهك ضائع ... وبكاؤهن لغير وصلك بَاطِل)
يَا هَذَا وَجه نَاقَتك إِلَى بادية الزِّيَارَة فَإِن لَهَا بنسيم نجد معرفَة قفها على الجادة وَقد هَب لَهَا نسيم الشيح من الْحجاز إِن أعوزك فِي الطَّرِيق مَاء فتمم مزادتك بالبكاء
لعَلي بن أَفْلح
(دعها لَك الْخَيْر وَمَا بدا لَهَا ... من الحنين ناشطا عقالها)
(وَلَا تعللها بجو بابل ... فَهُوَ أهاج بالجوى بلبالها)
(وَلَا تعقها عَن عقيق رامة ... فَإِنَّهَا ذكرَاهُ قد أمالها)
(نشدتك الله إِذا جِئْت الربى ... فَرد أضاها واستظل ضالها)
(وناوح الْوَرق بشجو ثاكل ... أطفى لَهَا ريب الردى أطفالها)
بَدَأَ آدم فِي طَرِيق ابتلائه ثلثمِائة سنة وعام نوح فِي دمعه ثَلَاثمِائَة عَام وضج دَاوُد من دائه حَتَّى ذوى كَانَ كلما هاج حر الْحزن هاج نَبَات الْفرج فحالت الْحَال دمعا فأجدب الْبَصَر وأعشب الْوَادي فَلَو وزنت دُمُوعه بدموع الْخَلَائق لرجحت
للشريف الرضى