لَا بُد فِي سلوك الطَّرِيق من مصابرة رَفِيق الْبلَاء لَهُ خلق صَعب فاصبر على مداراته البلايا ضيوف فَأحْسن قراها لترحل عَنْك إِلَى بلد الْجَزَاء مادحة لَا قادحة من حك بأظفار شكواه جلد عيشه أدْمى دينه الْبلَاء ظلمَة غبش وَيَا سرعَة طرع الْفجْر اللَّهُمَّ أعن أَطْفَال التَّوْبَة على مَا ابتلوا بِهِ من جوع شَدِيد فَإِذا أعد قرص الْإِفْطَار نزل ضيف {ويؤثرون} فزاحم فأراح {أَحسب النَّاس أَن يتْركُوا}
(إِن هَوَاك الَّذِي بقلبي ... صيرني سَامِعًا مُطيعًا)
(أخذت قلبِي وغمض عَيْني ... سلبتني النّوم والهجوعا)
(فذر فُؤَادِي وَخذ رقادي ... فَقَالَ لَا بل هما جَمِيعًا)
فَإِذا تمكنت قدم المريد وطاب لَهُ ارتضاع ثدي الْوِصَال قطع عَنهُ فِي اهنأ مَا كَانَ يُرَاد مِنْهُ زِيَادَة القلق فِي الحَدِيث يوحي الله تَعَالَى إِلَى جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام اسلب عَبدِي حلاوة مناجاتي فَإِن تضرع إِلَيّ فَردهَا فَلَو سَمِعت استغاثة المحبين لأورثتك القلق
(على بعْدك لَا يصبر ... من عَادَته الْقرب)
(وَلَا يقوى على حجبك ... من تيمه الْحبّ)
(فمهلا إيها الساقي ... فقد يشهدك الْقلب)
(فَإِن لم تتْرك الْعين ... فقد يشهدك الْقلب)