يَا من أَيَّام عمره فِي حَيَاته مَعْدُودَة وجسمه بعد مماته مَعَ دودة
(رَأَيْتُك فِي النُّقْصَان مذ أَنْت فِي المهد ... تقربك السَّاعَات من سَاعَة اللَّحْد)
(ستضحك سنّ بعد عين تعصرت ... عَلَيْك وَإِن قَالَت بَكَيْت من الوجد)
(أتطمح أَن يشجى لفقدك فَاقِد ... لَعَلَّ سرُور الفاقدين مَعَ الْفَقْد)
يَا من عمره يقْضِي بالساعة والساعة يَا كثير التَّفْرِيط فِي قَلِيل البضاعة يَا شَدِيد الْإِسْرَاف يَا قوي الإضاعة كَأَنِّي بك عَن قَلِيل ترمى فِي جَوف قاعة مسلوبا لِبَاس الْقُدْرَة وبأس الِاسْتِطَاعَة وَجَاء مُنكر وَنَكِير فِي أفظع الفظاعة كَأَنَّهُمَا أَخَوان فِي الفظاظة من لبان الرضَاعَة وأمسيت تجني ثمار هذي الزِّرَاعَة وتمنيت لَو قدرت على لَحْظَة لطاعة وَقلت {رب ارْجِعُونِ} وَمَالك كلمة مطاعة يَا مُتَخَلِّفًا عَن أقرانه قد آن أَن تلْحق الْجَمَاعَة
(يَا سَاهِيا لاهيا عَمَّا يُرَاد بِهِ ... آن الرحيل وَمَا قدمت من زَاد)
(ترجو الْبَقَاء صَحِيحا سالما أبدا ... هَيْهَات أَنْت غَدا فِيمَن غَدا غاد)
مركب الحيوة تجْرِي فِي بَحر الْبدن برخاء الأنفاس وَلَا بُد من عاصف قاصف تفككه وتغرق الركاب
(حكم الْمنية فِي الْبَريَّة جَار ... مَا هَذِه الدُّنْيَا بدار قَرَار)
(جبلت على كدر وَأَنت تريدها ... صفوا من الأقذار والأكدار)
(فاقضوا مآربكم عجالا إِنَّمَا ... أعماركم سفر من الْأَسْفَار)